كما هو معروف أن سر تطور وتفوق الشعوب هو النجاح في شتى الميادين ، لذا وجب على كل واحد فينا العمل للتميز والتفوق ، للإبداع والإفادة ، لترك بصمات مرجعية يقتدى بها ، لجعل الحياة أحلى ، لو دخل عالم النجاح من بابه الواسع ، لكن للأسف اليوم صارالنجاح مجرد غاية الهدف منها هو الإفتخار والتباهي ، ليطرح السؤال نفسه هل فعلا ذلك النجاح هو نجاح حقيقي
ام مجرد فقاعة ما إن ترتفع قليلا حتى تختفي ؟


- لقد صرنا اليوم نرى أناس يصلون لمراتب عليا في مناصبهم لكن ليس النجاح هو الذي أوصلهم لتلك المرتبة ، ولا مستواهم الحقيقي يعكس بالضرورة إستحقاقية ذلك المنصب ، بل لأنهم يتقنون فن الإبحار في عالم المحاباة والمحسوبية والتعصب بحكم العلاقات الجيدة مع تماسيح الحل والربط في مجتمعنا ، فكم هو مؤلم أن تجد نفسك وسط هذا العالم المتعفن وأنت الذي كنت دائما تنادي بالقيم والأخلاق وتحرس على أن يكون ثمن نجاحك هو توكلك على الله أولا ثم جهدك وكدك وتعبك ، تفني شبابك في السير خطوة خطوة وسط طريق مليء بالصعوبات والتحديات والتضحيات لكنك لا تيأس لأن أهدافك نبيلة وغايتك مشروعة ، وعندما يحين الوقت لتقطف ثمار مسيرتك تصطدم بحقيقة مرة مرارة العلقم ، هي أن كل ما فعلته ذهب هباءا منثورا لأنك لن تجد من سيمنحك وسام الإستحقاق الذي كنت تتمناه ، أو يمنح نفسه لحظة للإعتراف بنجاحاتك ، وكأنك لم تفعل أي شيء أو كنت تزرع الشوك وسط صحراء قاحلة وتخدع نفسك بمحصول وفير ، لأننا لم نعد نعترف بالإبداع الحقيقي سر النجاح ، فقد إخترع لنا أباطرتنا وجبابرة المجتمع طرق سهلة بدلها لإعتلاء المناصب وأخذ مكانة مرموقة ، وأنت لست من الذين يحسنون هذه اللعبة ، عندها ستكفر بتلك القيم والمباديء التي تغنيت بها طوال حياتك وإن لم يصبك الجنون فإحمد الله لأنك محظوظ على ذلك ، فإلى متى ستبقى مفاتيح النجاح مبهمة وملغمة ومسمومة ؟

- لكن يجب الإشارة أنه مهما غابت شمس الحقيقة لسنوات ستشرق يوما ما ويحترق بنورها الساطع كل ما هو مغشوش ، عندها سيكون لزاما على الذين خدعونا مغادرة الزمن وترك المكان رغما عنهم لمن هو أحق وأجدر به ، فمتى يأتي ذلك اليوم ومتى تشرق شمس الحقيقة ؟